ولن يشعرنا بهذه الفرحة غير الوهاب الكريم رب الخلائق رب العالمين ؛ إذاً نحن بحاجة ملحة إلى التقرب إلى الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة ، وههذا طبعاً لا شك فيه ، لكن المغريات التي يتعرض لها العبد في ذلك الشهر الكريم تكون أقوى من النفس التى أخبرنا الله تعالى أنها أمَّارةٌ بالسوء ، من أكلات وإفطار تشتهيه الأنفس ومسلسلات وبرامج وأفلام التي لا تظهر إلا في شهرٌ يجب أن يكون العبد فيه أكثر ما يكون منشغلاً بدينه قبل أي وقت آخر- وليس معني ذلك أن العبادة مقتصرة على رمضان فقط - يكون منشغلاً في المسلسلات والبرامج التي تكون ليس هناك أي فائدة منها ، فرمضان هو شهر لتكفير السيئات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" رواه مسلم.
هذا الحديث يدل على عظيم فضل الله وكرمه بتفضيله هذه العبادات الثلاث العظيمة، وأن لها عند الله المنزلة العالية، وثمراتها لا تعدّ ولا تحصى.
ومثلنا في ذلك كمثل أعرابي أراد الملك أن يكافئه ، فدعاه إلى قصره ،
فقال الملك بعد أن اخذه إلى الخزانة الملكية : أمامك ساعة من الزمن خذ فيها ماشئت من الأموال والجواهر والذهب ، وأنا سأذهب للنوم فإن إستيقظت ولم أجدك قد ذهبت لن تأخذ شيئاً .
قال الأعرابي : لاتقلق ؛ لن تجدني هنا عند إستيقاظك .
وعندما دخل الأعرابي الخزانة ليأخذ ما شاء -والملك ذهب لنومه- وجد الأعرابي ما تشتهي الأنفس من الطعام والشراب .
فحدث الأعرابي نفسه قائلاً : سآكل فهناك الكثير من الوقت حتي يستيقظ الملك .
فأكل وشرب ولم يستطيع التحرك بعد دلك من كثرة ما أكل .
فقال: سأنم وأصحو قبل أن يستيقظ الملك وأخذ ما أريد من الأموال وأذهب .
فأيقظه أحد الحراس قائلاً إذهب فالملك آتٍ ويتوعد لك لأنك لم تذهب .
فخاف الأعرابي وهرب مسرعاً من القصر حتي لا ينال العقاب من الملك .
ولله المثل الأعلى الملك هو الله و الأعرابي يمثلنا نحن .
يفتح الله لنا أبواب رحمته وخزائن الحسنات لنأخذ منها ما نشاء .
لكننا نأكل وننسي ذكر الله ، كما نسي الأعرابي ذكر الملك .
لكن هناك إختلاف وحيد بيننا وبين الأعرابي ،أن الأعرابي استطاع الهرب من الملك ، لكن هل تستطيع أنت الله الهرب من الله إلا إليه ؟!
وفي الختام أحب ان أهديكم "كتاب فتاوى رمضان" من مكتبة (Alph@.M Books) على الرابط التالي :
http://booksalphamblog.blogspot.com/2009/08/blog-post_15.html
0 التعليقات