Content feed Comments Feed

رجل لم يعمل خيراً قط

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال رجل لم يعمل خيرا قط : فإذا مات فحرقوه ، واذروا نصفه في البر ، ونصفه في البحر ؛ فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ، فأمر الله البحر فجمع ما فيه ، وأمر البر فجمع ما فيه ، ثم قال : لم فعلت ؟ ، قال من خشيتك وأنت أعلم ، فغفر له ) متفق عليه .
تابعوا الباقة الرمضانية على مدونة BOOKS من Alph@.M

في إستقبال رمضان الكريم .

افي إستقبال شهر رمضان الكريم يحتاج المرء إلى من يوجهه إلى الطريق الصحيح ، ونحتاج ايضاً إلى من يشعرنا بفرحة رمضان التي إفتقدناها منذ زمن حتى نسينا كيف كانت . ولن يشعرنا بهذه الفرحة غير الوهاب الكريم رب الخلائق رب العالمين ؛ إذاً نحن بحاجة ملحة إلى التقرب إلى الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة ، وههذا طبعاً لا شك فيه ...
تابعوا الباقة الرمضانية على مدونة BOOKS من Alph@.M

أبو بكر الصديق

كان أبو بكر من أوائل من أسلم من الصحابة، حتى قيل إنه أول من أسلم إطلاقاً من الذكور؛ بينما يتبنى الشيعة الروايات التي تقول بأن علي بن أبي طالب أول الذكور إسلاماً . وتقول الروايات إنه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور
تابعوا الباقة الرمضانية على مدونة BOOKS من Alph@.M
CahayaBiru.com

أبو بكر الصديق

مرسلة بواسطة Ahmed Magdy الأربعاء، 17 يونيو 2009

عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق هو صحابي ممن رافقوا النبي محمد بن عبدالله منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له. أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة. أمه سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالي ثلاث سنوات . كان سيداً من سادة قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملة إبراهيم. وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد عائشة زوجة الرسول وسانده بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.

يعرف في التراث السني بأبي بكر الصديق لأنه صدق محمداً في قصة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه ؛ وقد وردت التسمية في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة. وكان يدعى بالعتيق والأوّاه. . وعن تسميته بأبي بكر قيل لحبه للجمال، وقيل لتبكيره في كل شيء.

بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الاثنين في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة.

نسبه ومولده


  • أبوه أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويلتقي في نسبه مع النبي محمد بن عبد الله عند مرة بن كعب، وينسب إلى "تيم قريش"، فيقال: "التيمي".
  • أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي بنت عم أبيه، وتُكنَّى أم الخير. ولدته بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر؛ وقيل إنها كان لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : «اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي»؛ ويقال إن هذا سبب تسميته بالعتيق. يروى أن اسمه كان قبل الإسلام عبد الكعبة؛ وحين أسلم سماه النبي عبد الله.[5]. كانت أم الخير من أوائل النساء إسلاماً.

صفاته

أبيض نحيف خفيف العارضين (صفحتا الوجه) اجنأ(في ظهره انحناء) لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه،معروق الوجه(لحم وجهه قليل)،غائر العينين نأتئ الجبهه،عاري الاشاجع(هي أصول الاصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف)

حياته قبل الإسلام

نشأ أبو بكر في مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بزازاً - أي بائع ثياب - ونجح في تجارته وحقق من الربح الكثير. وكانت تجارته تزداد اتساعاً فكان من اثرياء قريش؛ ومن ساداتها ورؤسائها. تزوج في بداية شبابه قتيلة بنت عبد العزى، ثم تزوج من أم رومان بنت عامر بن عويمر. كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب. وكانت له الديات في قبل الإسلام. وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، وكان حنيفياً على ملة النبي إبراهيم. كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السن والأفكار والكثير من الصفات والطباع.

إسلامه

كان أبو بكر من أوائل من أسلم من الصحابة، حتى قيل إنه أول من أسلم إطلاقاً من الذكور؛ بينما يتبنى الشيعة الروايات التي تقول بأن علي بن أبي طالب أول الذكور إسلاماً . وتقول الروايات إنه الوحيد الذي أسلم دون تردد وصدق دعوة محمد على الفور.

حياته بعد الإسلام

وبعد أن أسلم، ساند النبي في دعوته للإسلام مستغلاً مكانته في قريش وحبهم له، فأسلم على يديه الكثير ، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس. وقد قاسى أبو بكر من تعذيب واضطهاد قريش للمسلمين، فتعرض للضرب والتعذيب حين خطب في القريشيين، وحين دافع عن محمد لما اعتدى عليه الوثنيون، وقاسى العديد من مظاهر الاضطهاد . من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبي في حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبي وأنه سيصدقه في كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق . بقي أبو بكر في مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبي لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبي على الهجرة إلى يثرب؛ صحبه أبو بكر في الهجرة النبوية.

هجرته

هاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي النبي في مكة وبعض المسلمين منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قراره بالهجرة حتى يهاجر معه، وكان قد أعد العدة للهجرة، فجهز راحلتين لهذا الغرض واستأجر عبد الله بن أرقد من بني الديل بن بكر وكان مشركًا ليدلهما على الطريق، ولم يعلم بخروجهما غير علي وآل أبي بكر . وفي ليلة الهجرة خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في غار ثور ثلاثة أيام حتى هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلى يثرب، ويروى أن خلال الأيام الثلاثة جاء كفار قريش يبحثون عنهم في غار ثور إلا أن الله أمر عنكبوتا بنسج خيوطه على الغار وأمر حمامة بوضع بيضها أمامه مما جعلهم يشككون في وجودهما داخل الغار، ووفقاً للروايات قال أبو بكر للنبي :«لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا» فطمأنه قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا». وقد ذُكر هذا في القرآن. وحسب رواية ابن إسحاق فإن أبا بكر أمر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما بالنهار ويأتي ويخبرهما في الليل، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه فيجعل آثار الشاة تغطي أقدامهما، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما . ويعد أهل السنة هجرة أبو بكر مع النبي محمد إحدى مناقبه العظيمة.

حياته في المدينة

بعدما وصل الرسول وأبي بكر للمدينة، قام محمد بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، اخى بين أبي بكر وعمر بن الخطاب. عاش أبو بكر في المدينة طوال فترة حياة النبي وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود في غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبي في معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء في غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل علي بن أبي طالب وقيل أبو بكر. تزوج من حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.

خلافته


الفتوحات الإسلامية من عهد الرسول وحتى نهاية الخلافة الأموية

وفي أثناء مرض الرسول أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها ، إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فسأله عن ذلك فقال له :" يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم !!" فرد عليه عمر :" أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك " وجهز في فترة حكمه حروب الردة؛ ضد أولائك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه النبي قبل وفاته ليغزو الروم.

مواقف في وقت خلافته

كان عمر بن الخطاب يَرَى أبا بكر يخرج كل يوم من صلاة الفجر إلى ضاحية من ضواحي المدينة، فكان يتساءل في نفسه إلى أين يخرج! ثم تَبِعَه مرة فإذا هو يدخل إلى خيمة منزوية، فلما خرج أبا بكر دخل عمر فإذا بالخيمة عجوزاً كسيرة عمياء معها طفلين، فقال لها عمر: يا أمة الله، من أنتِ ؟! قالت: أنا عجوزاً كسيرة عمياء في هذه الخيمة، مات أبونا ومعي بنات لا عائل لنا إلا الله –عز وجل- قال عمر: ومن هذا الشيخ الذي يأتينكم ؟ قالت: هذا شيخ لا أعرفه يأتي كل يوم فيكنس بيتنا ويصنع لنا فطورنا ويحلب لنا شياهنا! فبكى عمر وقال: أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر !( سيرة ابن هشام)

وفاته

توفي ليلة الثلاثاء في المدينة المنورة في العام الثالث عشر للهجرة وعمره أربع وستون سنة ، وأوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب. فدفن إلى جوار الرسول. وترك من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة وأسماء، وأم كلثوم.

هل متاع الجنة جسماني أم روحاني ؟

مرسلة بواسطة Ahmed Magdy الثلاثاء، 16 يونيو 2009
















الكاتب:

مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية






الشبهة:






جاء في القرآن الكريم في وصف الجنة وأهلها: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ* يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ* وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [ الواقعة: 15 23] . فهذه جنة تناسب الميول الجسدية وتوافق الرغبات المادية، فبدل الصحراء المحرقة وعدهم بجنة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الرعد: 35] وبدل النوم على الرمال وعدهم بجنة {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} [الغاشية: 13] {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} [المطففين: 23] وبدل لبس وبر الجمال وعدهم بجنة {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}[ الحج: 23] وبدل القحط والمحل وعدهم بجنتيـن ملآنتيـن بالفاكهة {فِيهِمَـا فَاكِهَةٌ وَنَخْــلٌ وَرُمَّــانٌ} [ الرحمن 68] {وَأَعْنَابًا } [النبأ: 32] وبدل الخيام التي لا تقي من حر الصيف ولا زمهرير الشتاء وعدهم بقصور مشيدة {غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [ الزمر: 20] {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13] وبـدل النساء البدويات وعدهم بأزواج من الحور{وَزَوَّجْنَاهُـمْ بِحُــورٍ عِينٍ} [ الطور: 20] {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] {أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا} [ الواقعة: 36 , 37] وبدل الحرمان من الخدم وعدهم بولدان الحور يقدمون لهم ما لذ مـن الشراب {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيـقَ وَكَأْسٍ مِـنْ مَعِيــنٍ} [الواقعة: 17 , 18] {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19] وبدل طعام الفاقة وعدهم باللحم {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور: 22] {وَلَحْمِ طَيْـرٍ مِمّــــَا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 21] وبدل الجوع والفاقة وشظف العيش وعدهم بجنة {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15]، فأين هذه من قول المسيح: “في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء” (متى 22: 30)، وقوله: “لأن ليس ملكوت الله أكلا وشرباً، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس” (رومية 14 : 17)؟!






الرد عليها:












أولاً:

إن مراد الله عز وجل من خلقه أن يعبدوه ويعمروا الكون، وهذا الغرض لا يتحقق إلا أن يعدهم الله عز وجل بثواب عظيم في الآخرة يوافق ما يحبون وما يرغبون من جميع أنواع التنعيم الروحي منها والجسدي، ومن التنعيم الجسدي سائر أنواع الملذات التي أحلها الله ومجامع اللذات إما المسكن إما المطعم وإما المنكح فوصف الله تعالى المسكن بقوله: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] والمطعم بقوله: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} [البقرة: 25] والمنكح بقوله: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة: 25] ثم إن هذه الأشياء إذا حصلت وقارنها خوف الزوال كان التنعم منغصًا فبيّن تعالى أن هذا الخوف زائل عنهم فقال: { وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25] فصارت الآية دالة على كمال التنعيم والسرور” ([1]).).

وإن كان من الناس من يعبد الله عز وجل ولا يطمع في جنة ولا في ثواب أخروي وإنما يعبد الله لذاته فقط حباً فيه ورداً لجميله عليه وعلى سائر الخلق إلا أن هذا الصنف من الناس قليل جداً0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “والناس كإبل المائة لا ترى فيها راحلة” ([2]))، فمجموع الناس لا يقبلون على الله عز وجل إلا طمعاً في جنة أو هرباً من نار0

ثانياً:

في هذه الشبهة يحاول السائل أن يربط دين الإسلام بعرب الجاهلية وظروف حياتهم الصحراوية، ومن الردود على ذلك أن يقال: إن هذا الثواب الموعود به المؤمنون في سائر آيات القرآن الكريم ليس لأهل مكة والمدينة فقط من العرب الذين ذكرت من صفاتهم في الشبهة ما ذكرت وإنما هو لكل المؤمنين والمسلمين الذين يعيشون في سائر بقاع الأرض، فهل كل هؤلاء المسلمون وعدهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمتاع ونعيم يوافق متاعباً حصلت لهم في الدنيا في المسكن والملبس والمطعم والمشرب0

ثالثًا:

أما القول بأن القرآن لم يذكر أن في الجنة سعادة روحية فهو محض افتراء منه؛ فقد ذكر الله في القرآن الكريم كل نعيم روحي، ولعل قمة هذا النعيم الروحي التي تفوق التسبيح هي رؤية الله عز وجل في الجنة ولا نعيم للروح فوق هذا النعيم، قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [ يونس 26]، وجمهور المفسرين على أن المراد بالزيادة في الآية الكريمة رؤية الله عز وجل0

يقول الإمام الآلوسي رحمه الله عز وجل: ” {وَزِيَادَةٌ} وهي النظر إلى وجه ربهم الكريم جل جلاله وهو التفسير المأثور عن أبي بكر وعلي كرم الله تعالى وجهه، وابن عباس، وحذيفة، وابن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وخلق آخرين، وروي مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق شتى، وقد أخرج الطيالسي، وأحمد، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان، وأبو الشيخ، والدار قطني في الرؤية، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا …} فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله تعالى موعدا ًيريد أن ينجزكموه فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه سبحانه فوالله ما أعطاهم الله تعالى شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم” ([3])).

رابعًا:

استدل السائل على مخالفة صفات الجنة الواردة في القرآن الكريم بهذين النصين من الكتاب المقدس؛ وهذان النصان يحتملان التأويل بأن يكون معنى الأول: ليس ملكوت الله- أي القيامة- أكلاً وشرباً فقط بل هو بر وسلام0

والثاني: وفي القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون أي زواجاً معهوداً كزواج الدنيا، لا سيما وقد جاء هذا النص من الإصحاح في خصومة بين سبعة رجال كلهم تزوجوا امرأة واحدة ويسألون لمن تكون في الجنة فيكون الجواب بهذا المعنى ([4])).

خامسًا:

إن نعيم الجنة وعذاب النار مختلف عن أحوال الدنيا ومن ثم فقد منع علماء الإسلام قياس الغائب على الشاهد بمعني الاستشهاد بأحوال الدنيا على أحوال الآخرة؛ لأن العالم الأخروي لا يجري على مقاييس أهل الدنيا.

سر تنعيم الإنسان في الجنة بما ألف في الدنيا:

ولا شك أن التنعيم بجنس معهود للإنسان في الدنيا أقوى في التنعيم من شيء لم يعهده الإنسان في الدنيا، ولذلك جاء في حديث الضب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ” ([5])).

يقول الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: “وأودع في النفوس حب ذلك فإما لأن الله تعالى أعد نعيم الصالحين في الجنة على نحو ما ألفته أرواحهم في هذا العالم فإن للإلف تمكنا من النفوس والأرواح بمرورها على هذا العالم عالم المادة اكتسبت معارف ومألوفات لم تزل تحن إليها وتعدها غاية المنى؛ ولذا أعد الله لها النعيم الدائم في تلك الصور0 وإما لأن الله تعالى حبب إلى الأرواح هاته الأشياء في الدنيا؛ لأنها على نحو ما ألفته في العوالم العليا قبل نزولها للأبدان لإلفها بذلك في عالم المثال، وسبب نفرتها من أشكال منحرفة وذوات بشعة عدم إلفها بأمثالها في عوالمها.” ([6])).


([1]) مفاتيح الغيب 2 / 126 0

([2]) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب رفع الأمانة- حديث( 6133 )، ومسلم كتاب فضائل الصحابة باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس كالإبل مائة – حديث (2547).

([3]) روح المعاني 11 / 149 0والحديث من سنن ابن ماجة، المقدمة، باب فِيمَا أَنْكَرَتِ الْجَهْمِيَّةُ ، حديث رقم 192.

([4]) انظر إنجيل متى (22 ، 23 : 30) ورسالة أهل رومية (14 ، 15 : 17) 0

([5]) أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو 5/2060 حديث 5076 0

([6]) التحرير والتنوير 1 / 353.






فكر و اشكر

مرسلة بواسطة Ahmed Magdy الأربعاء، 10 يونيو 2009




معنى كلمة "فكر و اشكر" أن تذكر نعمة الله عليك ، فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحتك .


فيقول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا

صدق الله العظيم
﴿سورة ابراهيم الآية (34)﴾
فوهبك صحة في البدن ، وأمن في الوطن ، وغذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا و أنت لا تشعر ، وتملك الحياة و أنت لا تعلم .

فيقول الله عز وجل :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً

صدق الله العظيم
﴿سورة لقمان الآية (20)﴾
عندك عينان ، ولسان وشفتان ، وويدان ورجلان .
بسم الله الرحمن الرحيم
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

صدق الله العظيم
﴿سورة الرحمن الآية(13)
* هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك ، وقد بُتِرَت أقدام ؟!
* وأن تعتمد على ساقيك وقد قُطعت سيقان ؟!
* أحقيق أن تنام وقد أطار الألم نوم الكثيرين ؟!
* وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تشرب من الماء البارد ، وهناك من عُكر عليه الطعام ، ونُغص عليه الشراب باﻷمراض و اﻷسقام ؟!

تَفكْر في سمعك وقد أعفاك الله من الصمم ، وتأمل في نظرك و سلمك الله من العمي ، وانظر إلى جلدك وقد نجاك الله من البرص والجذام ، وألمح عقلك و قد أنعم الله عليك بحضوره ولم تُفجع بالجنون و الذهول .



لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة ، وتلاوة بتدبير ، وإطلاعأً بتأمل ، وذكراً بحضور ، و إتزاناً في الأمور ، وحسناً في الخلق ، ورضاً بالمقسوم ، وإهتماماً بالمظهر ، واعتناً بالجسم ، ونفعاً للآخرين .

لليوم هذا الذي أنت فيه ، فتقسم ساعاته و تجعل من دقاءقه سنوات ومن ثوانيه شهوراً ، وتزرع فيه الخير ، وتستغفر فيه من الذنوب التي فعلتها ، وتذكر فيه اسم الله ، وتتهيأ للرحيل ، فتجد نفسك تعيش هذا اليوم فرحاً وسروراً ، وأمناً وسكينة ، لعل الله يتوب عليك ويغفر لك ، ما فعله الشيطان بك ...

لا تحزن د/عائض القرضاوي .


بقلم : معتز .

Blog Widget by LinkWithin
Footer Banner
تابعوا الباقة الرمضانية على مدونة BOOKS من Alph@.M

تبادل إعلاني

تبادل إعلاني
تبادل إعلاني تبادل إعلاني

Follow this site

Chat with me

Followers

حقوق الطبع والنشر :

يحق لجميع القراء نقل و نشر جميع المقالات الموجودة على أي مدونة من مدونات (Alph@.M) ولكن بعد الإلتزام بالشروط التالية :

1) أن لا يتم التعديل في أي من محتوياتها إلا في حالة وجود خطأ ما ويكون التعديل قاصر على هذا الخطأ فقط لا غير .
2) لا يحق للقارئ الذي يطبع مقالات (Alph@.M) على موقعه أو مدونته مسح أي علامة أو رابط يدل علي المدونة أو اسم الشركة .
3) يجب على المدون أو الناشر الذي يطبع أي مقالة من مقالاتنا على مدونته أو موقعه أن يضع إسم الشركة متصلاً برابط للمدونة التي نقل منها المقال على النحو التالي :
المصدر : Alph@.M

4) هذه الإتفاقية تقبل ككل أو ترفض ككل .